عشاق الفنون، محبو الطب الصيني... كيف يستمتع شباب الجيل Z بـ"اللعب العصري" في شنغهاي؟
Apr 23, 2025
"أكثر ما أود فعله عند زيارتي لشنغهاي هو التجول في جميع المعارض الفنية في المدينة." في مستودع ماوما على ضفاف نهر، تطل مصممة الجرافيك الإسبانية إيرين بو على السفن البيضاء التي تمر من خلف النافذة، مفعمة بالحماس لرحلتها في شنغهاي. وقالت: "هذه زيارتي الأولى لشنغهاي، وسيكون من المؤسف ألا أتعرف على الجانب الفني منها. لقد حمّلت تطبيق ويتشات مسبقًا لأستخدم خاصية الترجمة فيه حتى أتمكن من قراءة إعلانات المعارض الفنية، وبهذا أستطيع جمع كل المعلومات بسهولة!" ثم ابتسمت وأظهرت للصحفي قائمة حسابات المتاحف التي تتابعها، وقالت إنها أعجبت كثيرًا بمعرض "الاستعراض لتشن ييفاي" الذي افتُتح مؤخرًا. تخرجت إيرين حديثًا من الجامعة، وبدأت في تعلم اللغة الصينية العام الماضي بعد أن أسرتها هذه اللغة. وعندما سُئلت عن مستواها في الصينية، ضحكت قائلة: "حتى الآن أستطيع قول كلمة 'دقيقة'، لكنني لا أعرف بعد كيف أقول 'ثانية'، لذا فأنا لست خبيرة بعد!" بجانبها كان يجلس ماثيو سميث من المملكة المتحدة، الذي أضفى لمسة أدائية على حديثه وقال بالصينية فورًا: "تشرفت بمعرفتك!"

في 15 أبريل، أُقيمت فعالية "برنامج سفراء المستقبل – صالون تبادل شباب الجيل Z العالمي" في مركز لور كوردون بلو العالمي لعرض العلامات التجارية العالمية على ضفاف نهر يانغبو. جذبت الفعالية أكثر من 20 شابًا وشابة من أمريكا وأوروبا، تجمعوا مع طلاب من جامعة الدراسات الأجنبية في شنغهاي، وكذلك مع صحفيين ومحررين شباب صينيين وأجانب من وسائل إعلام مثل صحيفة شنغهاي ميركوري، وصحيفة شنغهاي ديلي، وصحيفة ذا بيبر، وSixth Tone. ناقش المشاركون مواضيع مثل "بناء صورة المدينة"، و"ممارسات الاندماج الثقافي"، و"مسارات التواصل العالمي"، في حوار صادق عبر الثقافات والأجيال.
كانت أميليا سلايتر، طالبة في السنة الثانية بجامعة أكسفورد البريطانية، تستمتع بحياتها في شنغهاي وهي تلوح بمروحة ورقية مميزة أهدتها لها عيادة للطب الصيني. قالت مبتسمة: "قمنا هذا الصباح بزيارة لعيادة طب صيني في منطقة هونغكو، وخضعنا لجلسات تدليك ووخز بالإبر، وكان الأمر مريحًا للغاية!" ثم قامت بتقليد حركة الوخز بالإبر مازحة.

أما الإيطالي ماركو، الذي يدرس البكالوريوس في شنغهاي، فقال: "لقد عشت في شنغهاي لعدة سنوات، وما زلت أشعر بالدهشة كل يوم. تقام هنا فعاليات ثقافية متنوعة باستمرار، وإذا فاتني أحدها أشعر بالندم وأقول: يا إلهي، كان هناك حدث رائع ولم أعلم به!" وقد أنشأ ماركو حسابًا على تطبيق "شياو هونغ شو"(ريد نوت) ليشارك جمهور الصين والعالم تجاربه في شنغهاي من منظور طالب أجنبي.

أما الإسبانية أماليا غارسيا، فكانت قد زارت بكين ونانجينغ وهونغ كونغ قبل مجيئها إلى شنغهاي. وقالت: "أحب أن أستكشف المدن على طريقتي الخاصة وأشعر بثقافتها من خلال خطواتي." وأشارت إلى أن شنغهاي تتميز بطابعها الدولي وبكونها ودودة ومتقبلة للآخرين. وأضافت: "لم يخبرني أحد بذلك، بل شعرت به بنفسي من خلال استكشاف المدينة والانخراط في حياتها."
هذه بالفعل كانت قناعة مشتركة لهذه المجموعة من الجيل زد؛ فقد أشاروا مرارًا إلى أن "الفهم الحقيقي ينبع من التخلي عن الأحكام المسبقة وخوض التجربة الشخصية"، إذ لا يمكن إدراك نبض المدينة الحي إلا بالغوص في أزقتها والاقتراب من ناسها، عندها فقط يمكن استشعار انفتاح وتسامح وغنى ثقافي متنوع لشنغهاي.

تعد هذه الفعالية جزءًا مهمًا من مشروع "سفراء تجربة المستقبل من شباب الجيل Z العالمي"، الذي أطلقته كلية الصحافة والاتصال بجامعة شنغهاي للدراسات الأجنبية بالتعاون مع فرع المملكة المتحدة لصحيفة أوروبا تايمز، وانطلق رسميًا في 11 أبريل
وتستمر فعالياته لمدة 12 يومًا. خلال هذه الفترة، سيقوم المشاركون من مختلف البلدان بزيارات ميدانية إلى شنغهاي وهانغتشو، لاستكشاف المعالم التاريخية، ومواقع التراث غير المادي، والمعالم الحضرية الحديثة. كما سيجرون أبحاثًا ميدانية ويخوضون تجارب غامرة ويتبادلون الحوار مع شباب صينيين، بهدف التعرف على الثقافة الصينية التقليدية والإحساس بروح العصر والتنمية الحضرية في الصين الحديثة.

تُنظم هذه الفعالية بالتعاون بين كلية الصحافة والاتصال بجامعة شنغهاي للدراسات الأجنبية، والمركز الدولي للإعلام التابع لمجموعة شنغهاي الإعلامية، وفرع المملكة المتحدة لصحيفة أوروبا تايمز، وبدعم من مركز يانغبو هايجياو للابتكار الصناعي. لا تقتصر أهمية الفعالية على توفير منصة للتبادل المباشر بين الشباب الصيني والأجنبي، بل تسهم أيضًا في تعزيز صورة المدن الصينية على الساحة الدولية عبر طاقات الشباب. وفي المستقبل، سيتم العمل على تعميق هذا البرنامج وتطويره بشكل مؤسسي، لبناء منصة تبادل شبابي عابرة للثقافات وأكثر تأثيرًا، تُمكّن الشباب حول العالم من النمو المشترك في إطار الفهم المتبادل والتلاقح الثقافي.
المصدر: Shanghai Observer
الكاتب: سون يان يانغ –صحيفة شنغهاي ميركوري
