ستكشاف الصين · ممارسة اجتماعية التركيز على الابتكار وريادة الأعمال! زيارة الطلبة الدوليين إلى منطقة كيشياو في شاوشينغ
Dec 1, 2025
من 8 إلى 9 نوفمبر، اجتمع 42 طالبًا دوليًا من 20 دولة في جامعة شنغهاي للمالية والاقتصاد، وتوجّهوا مجددًا إلى منطقة كيشياو بمدينة شاوشينغ في مقاطعة تشجيانغ، لبدء جولة جديدة من رحلة “التعرّف على الصين” وتجربة الثقافة الابتكارية. وبصفتها منطقة رائدة في التنمية عالية الجودة بمقاطعة تشجيانغ، تجمع كيشياو بين إرث بلدة قديمة عمرها ألف عام وطاقة متجددة للصناعات المبتكرة.

منذ عام 2023، أبرمت جامعة شنغهاي للمالية والاقتصاد تعاونًا مع منطقة تجمع المواهب الأجنبية رفيعة المستوى في تشجيانغ (شاوشينغ)، لتأسيس قاعدة تدريب وممارسة ميدانية للطلبة الدوليين، إضافة إلى قاعدة للابتكار وريادة الأعمال، وهذه الفعالية تُعدّ استمرارًا وتعميقًا لهذا التعاون بين الطرفين.
بعد ظهر يوم 8 نوفمبر، بدأ الطلبة جولتهم بزيارة البلدة القديمة في كيشياو. وعلى خلاف ملامح الربيع، بدت البلدة في شتاء هذا العام أكثر هدوءًا ونعومة تحت الضباب الخفيف، تحيط بها الجسور والمجاري المائية في طابع جيانغنان، بينما تغطي الطحالب الخضراء طرقها الحجرية الضيقة، دون أن يخفف ذلك من حماس الطلبة لاكتشافها. وفي متحف التراث الثقافي غير المادي، شاهد الطلبة مجموعة واسعة من المعروضات الخاصة بالمراوح الصينية وفنون صناعتها، ثم دُعوا لتجربة الرسم على المراوح بأنفسهم، فحملوا الفُرش لتقليد رسومات السحلبيات، معبرين عن إعجابهم بكون هذا الأسلوب القائم على “المشاهدة + التجربة” يتيح لهم لمس العمق الثقافي الحقيقي لجيانغنان بشكل مباشر.

بعد ذلك، توجّه الفريق إلى مجموعة باو يه لإجراء جولة ميدانية. وبتوجيه من المشرف المختص، تجوّل الطلبة في قاعة عرض الشركة، حيث تعرفوا من خلال الصور القديمة والنماذج الواقعية إلى مسيرة تحول هذه الشركة المحلية من مقاول تقليدي في البناء إلى مؤسسة تكنولوجية. وفي منطقة التجارب التقنية، التف الطلبة حول منصة النوافذ العازلة للصوت، وقارنوا بأنفسهم بين الزجاج التقليدي وزجاج توفير الطاقة. كما قام فاسيلي، طالب البكالوريوس من روسيا، باختبار جهاز محاكاة مقاومة المباني للزلازل، قائلاً: “أن تلمس بيديك كيف تُعزّز التكنولوجيا سلامة السكن يترك أثرًا أعمق من المعرفة في الكتب”.
وكانت “منطقة بيت المستقبل” الأكثر جذبًا للانتباه، حيث شاهد الطلبة تقنيات مثل التحكم بحركة الستائر عبر الإيماءات وأنظمة المطبخ الذكية، كما عرض الموظفون ميزة مراقبة الصحة عبر المراتب الذكية — إذ يمكن للشخص وهو مستلقٍ على السرير مراقبة نبضه وبيانات نومه، وفي حال ظهور أي مؤشرات غير طبيعية يتم إرسالها مباشرة إلى مركز الرعاية الصحية في المجتمع. هذا الدمج بين “التكنولوجيا + تحسين الحياة” أثار اهتمام الطلبة وجعلهم يوثقون التجربة باستمرار.

صباح 9 نوفمبر، وصل فريق الطلبة الدوليين إلى منطقة تجمع المواهب الأجنبية رفيعة المستوى في تشجيانغ (شاوشينغ). وبدت مباني هذا الحي، التي تجمع بين الطابع الغربي وعناصر جيانغنان المائية، متألقة تحت شمس الشتاء الدافئة. وفي قاعة العرض متعددة الوظائف، استعمل الطلبة تقنية الواقع المعزّز لاكتشاف المخطط الصناعي للمنطقة بطريقة “انغماسية”. وقد ساعدت المواد المعروضة، بما في ذلك سياسات الدعم الصينية لريادة الأعمال الموجهة للأجانب، ونماذج التعاون بين الشركات المحلية والفرق الدولية، في توضيح البيئة الداعمة للابتكار وريادة الأعمال في الصين.
وفي جولة زيارة الشركات، جذب انتباه الطلبة تطبيق الطائرات المسيّرة منخفضة الارتفاع في القطاع الزراعي الذي تقدمه شركة شاوشينغ أما ميسوم للتكنولوجيا. وعلى خلاف الشروحات التقليدية حول تطوير الطائرات المسيّرة، عرض الموظفون مقطع فيديو لعمليات الطائرات الزراعية في حقول الأرز بكيشياو — حيث تطير الطائرة على ارتفاع منخفض لترشّ المبيدات بدقة، وتحتاج لمعالجة كل فدان فقط خمس دقائق، كما يمكنها جمع بيانات التربة عبر أجهزة الاستشعار. وقال لي شيانغ روي، طالب من ماليزيا، وهو يدوّن ملاحظاته: “الاقتصاد منخفض الارتفاع سوق ناشئ. وأعتقد أن هذه التقنيات يمكن أن توفر الكثير من الوقت والتكاليف على المزارعين”. بعدها، تبادل الطلبة النقاش مع الباحثين حول موضوعات تشمل الدوائر المتكاملة، التكنولوجيا الرقمية منخفضة الكربون، فيما طرح طلبة الماجستير أسئلة حول “كيفية دمج التكنولوجيا منخفضة الكربون مع الزراعة”، مما خلق تفاعلًا حيويًا في الجلسة.

وخلال جلسة التبادل بين المواهب الصينية والأجنبية في نفس اليوم، شارك الطالب الكاميروني فو غاو تجربته الدراسية في الجامعة قائلاً: “الأمثلة التي يعرضها الأساتذة في الصف حول التسويق الرقمي في الصين جعلتني أدرك أن الإعلانات يمكن دمجها بعمق مع الثقافة المحلية”. كما تحدث عن تجربته الريادية، موضحًا أنه حقق تقدمًا جيدًا في مجال التسويق الإعلاني. وأضاف أن ما يراه في الصين من ابتكار لا يقتصر على التكنولوجيا، بل يمتد إلى التفكير في كيفية تحويل المشاريع إلى نماذج قابلة للتنفيذ.
لقد أتاحت هذه الرحلة إلى كيشياو لـ 42 طالبًا دوليًا فرصة ملموسة لفهم القيمة الحقيقية للابتكار في تطوير الشركات. وتلتزم جامعة شنغهاي للمالية والاقتصاد دائمًا بفلسفة تعليمية منفتحة وشاملة، إذ تدمج التعليم حول واقع الصين، وتجربة “التعرّف على الصين”، وتنمية قدرات الابتكار وريادة الأعمال ضمن منظومة إعداد الطلبة الدوليين. وفي المستقبل، ستواصل الجامعة بناء مثل هذه المنصات العملية، لتمكين الطلبة الدوليين من فهم أعمق لمسار التنمية في الصين، وإشعال حماسهم للابتكار وقدرتهم على الريادة، بما يساهم في تعزيز الصداقة الصينية الأجنبية وإرساء قوة شبابية في بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية.
المصدر: الدراسة في شنغهاي
