من أجل تعزيز الثقافة الصينية التقليدية المرموقة، ودفع التعليم التجريبي للثقافة في سياق التبادل الدولي، أُقيمت في 24 أكتوبر أولى فعاليات تجربة فنون الشاي ضمن سلسلة ندوة تشونغ يي الرفيعة، بتنظيم من الكلية الدولية، في أجواء هادئة ودافئة. وهدفت الفعالية إلى "نشر الثقافة، وخوض التجربة الاجتماعية، والتذوّق المتعمّق"، ما جذب عددًا كبيرًا من الطلاب الدوليين الذين انغمسوا في روح اللياقة وطقوس الشاي الصينية وجماليات الشرق.  

افتُتحت الفعالية على أنغام موسيقى الغوتشين العذبة. قام المشاركون بغسل أيديهم قبل الجلوس، فيما اتسمت قاعة الشاي بالبساطة والنقاء، وترددت فيها رائحة الشاي العطرة، مما خلق فضاءً هادئًا يبعث على التأمل. في بداية الفعالية، قدّم المدرّس شرحًا حول "الأنواع الستة الكبرى من الشاي"، موضحًا تصنيف الشاي الأخضر، والأبيض، والأصفر، والأولونغ، والأحمر، والأسود، إلى جانب طرق تحضيره وأنواع المنتجات المميزة لكل نوع، مما أتاح للطلاب فهمًا أوضح لمسار ثقافة الشاي الصينية.

في فقرة عرض فنون الشاي، استعرض المدرّس العملية الكاملة التي تشمل تجهيز الأدوات، وتدفئة الأكواب، ووضع أوراق الشاي، ثم الاستخلاص، وتوزيع الشاي، وتقديمه. وقد فسّر من خلال العرض جوهر فنون الشاي القائم على مبادئ "الوئام، الاحترام، النقاء، السكينة". بعد ذلك، شارك الطلاب في التدريب العملي ضمن مجموعات، حيث حاولوا ضبط درجة حرارة الماء والتحكم بوقت النقع تحت إشراف المدرّس، مستشعرين دقّة المعاني الكامنة في مقولة "في كل فنجان عالم قائم بذاته". امتلأت القاعة بعبق الشاي، وبدت على الحضور ملامح التركيز والانسجام، فغمرت المكان أجواء دافئة ذات طابع إنساني.

وفي فقرة التذوّق، تحلّق المشاركون في حلقات نقاش، ووجّه المدرّس الجميع إلى تبادل أداء "تحية النقر بالأصابع"، ليكون الشاي وسيلة للتهذيب ووساطة لاحترام الآخرين. ولضمان سير الفعالية بسلاسة، قامت إدارة الطلاب الدوليين بإعداد دقيق للمواد، وتجهيز المكان، وتوفير الخدمات اللوجستية. كما جرى تجهيز عينات الشاي الست، وأدوات الشاي الاحترافية، ووجبات شاي فاخرة، إضافة إلى تزيين المكان بالورود والبخور، مما شكّل فضاءً يحمل روح الجماليات الشرقية الهادئة.

لم تكن هذه الفعالية مجرد عرض لفنون الشاي، بل كانت درسًا حيًا في التفاعل الثقافي بين الصين والعالم. فمن خلال التجربة الغامرة والتعليم التفاعلي، استوعب المشاركون في أثناء تذوّق الشاي قيم "الاحترام، السكينة، النقاء، الجمال" التي يشجّع عليها فن الشاي الصيني، وبنوا جسرًا للفهم والاعتراف المتبادل في سياق التبادل بين الثقافات.

وفي المستقبل، ستواصل ندوة تشونغ يي الرفيعة إطلاق المزيد من الفعاليات الثقافية ذات الطابع المميز والمحتوى الغني، لتكون جسرًا يقرّب الشباب الصيني والأجنبي من التراث، ويعينهم على إدراك الصين وفهمها ومحبّتها بصورة أعمق عبر التواصل مع تقاليدها واستكشاف حاضرها. 

المصدر: الدراسة في شنغهاي